المدارس الصحية ..نحو حاضر مستقر ومستقبل مشرق
بقلم سعادة إيمان راشد سيف
مدير إدارة التثقيف الصحي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة
في كل لقاء مع قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، تؤكد أن الأطفال أعظم ثروة لنهضة الوطن وأن تنمية أجيال المستقبل ضرورة حتمية لتعزيز مشاركتهم الفاعلة في المجتمع الإماراتي، كما تشدد على الأدوار التي يجب أن نقوم بها أمام أبنائنا وبناتنا في تمهيد الطريق لهم نحو حاضر مستقر ومستقبل مشرق، ومن هذه الرؤية الحكيمة استلهمنا فكرة تبني مشروع ما يعرف بـ"المدارس المعززة للصحة"، هذا المشروع الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية والذي يهدف إلى تحسين صحة الطلاب وأسرهم والعاملين في المدارس، على اعتبار أن المدرسة مرحلة مهمة في حياة الطفل، وتمثل قدراً كبيراً في التأثير على الصحة النفسية والجسدية من عدة جوانب.
والحقيقة أن مبادرات وبرامج الصحة المدرسية مطبقة في كثير من الدول ولكن معظمها مبادرات محلية، إلا أن برنامج المدارس الصحية الذي أطلقناه برعاية كريمة من سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، يعد الأول على مستوى الدولة لأنه جاء تطبيقا كاملا للمعايير والشروط المنصوص عليها من قبل منظمة الصحة العالمية التي عَرفت المدارس الصحية على أنها المكان الذي يعمل فيه كافة أفراد المجتمع المدرسي على تقديم خدمات وخبرات متكاملة وإيجابية لتعزيز صحة التلاميذ والعاملين في المدرسة، ومن ثم المجتمع، ووفق هذا التعريف وضعنا برنامج المدارس الصحية الذي سنعمل على تطبيقه في 112 مدرسة خاصة كمرحلة أولى مستهدفين قرابة 185 ألف طالب وطالبة، على مدى ثلاث سنوات، وذلك بالتعاون هيئة الشارقة للتعليم الخاص و"الجمعية الملكية للتوعية الصحية" في المملكة الأردنية الهاشمية، حيث يحتوي البرنامج على معايير خاصة للتقييم تشمل المباني، والبيئة المحيطة بها مع التركيز على النشاط البدني، والتغذية السليمة، والصحة النفسية للطلاب، وطرق الوقاية من الأمراض، وتطبيق سياسة مدارس خالية من التدخين، بالإضافة إلى خطط خاصة للاستجابة للطوارئ والأزمات، وصولا إلى وضع اعتماد عالمي تحصل عليه المدرسة المعززة للصحة، كما يعمل البرنامج في إطار رؤية الإمارات 2021 لتحقيق مؤشر خفض معدلات السمنة بين الأطفال واليافعين، وتوفير بيئة معززة للسلوك الصحي للطلاب، ورفع قدرة المدارس وإرشادها في إطار عمل موحد لمعالجة التحديات الصحية، بالإضافة إلى توطيد العلاقة بين الهيئة التعليمية والإدارية والطلبة وأولياء أمورهم.
إن للمدارس المعززة للصحة أثراً إيجابياً على التطور الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع، فالمدرسة الناجحة في تعزيز الصحة ستوفر مناخاً ملائما للتحصيل الدراسي، وبالتالي تحقيق نتائج تعليمية أفضل، كما أن المدارس المعززة للصحة هي استثمار حقيقي في الصحة والتعليم معاً فآثارها تمتد إلى الطلاب لتسهم بطريقة فاعلة في تحسين صحة النشء وتنمية مهاراتهم الحياتية، وإلى المدارس فتعطي الجميع الفرصة للتعبير عن رأيهم، فتكون بيئة معززة لمهارات العاملين فيها لتشجيعهم على أداء عملهم بكفاءة.
( مجلة مرامي )
المصدر
-