P.O Box: 61161, Sharjah, UAE

بيئة العمل والصحة النفسية

إعداد: شذى عمر إبراهيم

مثقفة صحية – إدارة التثقيف الصحي – المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة

 

تعتبر بيئة العمل من أهم العوامل التي تؤثر على الجانب النفسي للشخص حيث إنه يقضي معظم وقته في العمل وبين زملائه، فتشكل بيئة العمل الجزء الأكبر في التأثير على الصحة النفسية سواءً كانت للأفضل أو للأسوء؛ بينما يشكل الموظف الجزء الآخر في تعزيز ودعم الصحة النفسية. فما هي الصحة النفسية؟ وما علاقتها بالعمل؟ وما هو دور الموظف في تعزيز صحته النفسية؟ وكيف يمكنه التعامل مع ضغوطات العمل؟

 

ما هي الصحة النفسية؟

تعتبر الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة، وبالفعل لا تكتمل الصحة بدون الصحة النفسية وكما ينص دستور منظمة الصحة العالمية على أن "الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً". حيث إن الصحة النفسية هي عبارة عن حالة من العافية تمكن الفرد من تكريس قدراته والتكيف مع أنواع الإجهاد العادية والعمل بإنتاجية وفاعلية في المجتمع، كما أن للصحة النفسية ارتباط بعوامل أخرى تحددها مثل العوامل الاجتماعية، المهنية، والاقتصادية والتي يجب التركيز عليها جميعها.

 

علاقة الصحة النفسية بالعمل

أصبح التركيز في الآونة الأخيرة على الصحة النفسية لما فيه من أهمية كبيرة على الفرد وكيفية تأثيره على المجتمع حيث إن العمل يرتبط ارتباط وثيق بالتأثير النفسي على الفرد ومن حوله لذا يجب الاهتمام بهذا الجانب لتحقيق الصحة النفسية للجميع. هناك الكثير من مقرات العمل التي تحرص على إيجاد بيئة إيجابية لموظفيها وذلك ضمن إطار تعزيز صحتهم النفسية من خلال: تعزيز الإنتاجية، الارتقاء بقدرات الموظفين، تقدير إمكانيات وإبداعات الموظفين، وضع إجراءات وتنظيمات وقنوات تواصل تجعل الموظف يعمل في إطار منظومة مريحة تساعده على تحقيق أهدافه، بالإضافة إلى أسلوب التحفيز والتشجيع اللذان يدعمان الموظف في زيادة إنتاجيته ودعم صحته النفسية. كما أن هناك عوامل أخرى تؤثر في تحقيق البيئة الإيجابية والسعيدة للموظفين ومن أهمها: الثقة، الاحترام، العدالة، المصداقية حيث إن جميع هذه العوامل تساهم في التأثير على الموظف إيجاباً مما يعزز صحته النفسية.

 

دور الموظف في تعزيز صحته النفسية

العمل يتطلب طرفين؛ الطرف الأول هي المؤسسات ومقرات العمل، والطرف الثاني هو الموظف نفسه. كما للمؤسسات ومقرات العمل دور في توفير البيئة الإيجابية لتعزيز صحة الموظف، كذلك للموظف نفسه دور في تحقيق تلك البيئة، ومن أهم الأمور التي يجب أن يركز ويحرص عليها الموظف هي: الإيجابية عند ممارسة العمل، الالتزام بساعات العمل وإنجاز التكليفات، التحلي بأخلاقيات العمل مع المدراء والزملاء، وضع أهداف ترتقي ببيئة العمل وزيادة الإنتاجية، بالإضافة إلى تحسين جودة العمل بين فترة والأخرى. كما أن هناك الكثير من الممارسات التي تندرج ضمن نمط الحياة الصحي بالنسبة للموظف والتي يجب أن تكون ضمن روتينه اليومي وهي: التغذية السليمة والمتوازنة حيث إنها ضرورية ومهمة لأن الطعام يؤثر على المزاج المرتبط بالصحة النفسية، ممارسة الرياضة والنشاط البدني لأنها تخفف وبشكل كبير من الإجهاد والتوتر الذي قد يعانيه الموظف، النوم الصحي لأنه من الضروري أن تكون ساعات النوم والاستيقاظ كافية ليأخذ الجسم كفايته من النوم لتحسين الصحة النفسية. جميع هذه الأمور يجب على الموظف العمل عليها والحرص على توافرها لتحقيق بيئة عمل داعمة تعزز من صحته النفسية إلى جانب الأمور التي تقدمها جهة عمله.

 

 

 

التعامل مع ضغوطات العمل

هناك العديد من العوامل التي تؤثر على صحة الموظف النفسية، ويعد الاكتئاب والتوتر من أكثر الاضطرابات شيوعاً في بيئة العمل. و لكن هناك بعض الطرق لحل هذه الاضطرابات و تأمين وقاية للصحة النفسية من أهمها: الإفصاح عن المشاعر فمن المهم دائماً التحدث عن المشاعر السلبية فهذه الطريقة تساعد عقلياً و نفسياً للتخفيف عن التوتر، بناء العلاقات الإيجابية فهذا هو مفتاح الصحة النفسية حيث إن العمل ضمن فريق متعاون يحفزك و يساعدك على تحقيق الأفضل، أخذ استراحة قصيرة من العمل حيث إذا شعر الموظف بأنه يتعرض لإجهاد في العمل فمن الجيد أن يأخذ فترة استراحة ولو كانت قصيرة فهي تعتبر من الطرق الفعالة لتخفيف التوتر و الرجوع أكثر نشاطاً لبيئة عملك واستعادة الصحة النفسية.

 

 

مجلة الحرس الأميري

المصدر

-